هتون».. طفلة في السادسة من عمرها، نشيطة لا تعرف الا الحركة الكثيرة، حتى ان بعض صديقات والدتها اطلقوا عليها لفظ «الشقية». هدأت «هتون» عن الحركة بعد زمن، لم تعرف والدتها سبب ذلك اصبح لديها تجهم في الوجه وشحب في اللون، عبوسة لا تعرف الضحك، منكفئة على نفسها. عرضها والداها على اطباء متخصصون فلم تزدها الادوية الا ضعفا وهما، حتى جاء ذلك اليوم الذي أشير لوالدها بعرضها على احد المعالجين بالقرآن والرقية الشرعية الذي اخبرهم ان ابنتهم أصابتها «العين». « محمد».. شاب اخر تبدل حاله نزولا نحو الأسوء، انتابته نوبات «غامضة» من القلق والاكتئاب والغضب وآلام « مبهمة» في المفاصل وصداع وارق ودوار عند استيقاظه من نومه حتى عُرف أنه مصاب بـ«العين». ثمة أسئلة تطرح لهاتين الحالتين (وغيرهما كثير).. أهمها: ما الخيوط التي تربط بين «العين» والعلاج في هذا الحيز نحاول تلمس جوانب من الامساك بالخيوط الفاصلة بين عدد من المعطيات كالدين والعلم والطب والتجربة والممارسة.
علاج العين
المعالج بالرقية الشرعية الشيخ فالح بن علي ابو خشيم ـ إمام وخطيب جامع الامام محمد بن سعود بمحافظة العلا ـ اكد على ان أخذ بعض آثار العائن تعد من وسائل معالجة «المعيون» موضحا انه يكفي اخذ ايا من آثار العائن لمرة واحدة وتضاف للماء وزيت الزيتون المقروء فيه وذلك لتحقق الفائدة المرجوة، وقال: ان ثمة حديثا مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم «مدوه من الماء فإنه لا يزيد الا طيبا».. رواه النسائي وصححه الالباني.
وحول الآثار التي تؤخذ من «العائن» اشار ابو خشيم الى انها الاثار الظاهرة كالريق والظفر والشعر والعرق وفضلات الاكل او الشرب. واضاف قائلا: لقد اثبت العلم المقرون مع التجربة في شفاء «المعيون» ان هناك علما يُعرف بـ«علم الموجة الذاتية» وهو ان لكل انسان موجة خاصة به، كما في البصمات والحمض النووي.
الموجة الذاتية
الدكتور خليل مسيمة - متخصص في علم الموجة الذاتية - اوضح ان هذا العلم يعرف ايضاً بـ«راديونيك» وهو علم يستخدم في التشخيص والعلاج الطبي، وتوجد له مدارس متخصصة في الغرب، وقد اثبت هذا العلم ان لكل انسان «موجة» او «ذبذبة» خاصة به لا تشابه اي انسان آخر، وان كل ما ينفصل عن الانسان من شعر او ظفر او ريق او عرق يحمل معه هذه «الموجة» الخاصة التي لا يبطلها سوى ملامسة الاشياء المنفصلة عنها.
وعند العودة للشيخ فالح ابو خشيم قال ان هذا من عظمة هذا الدين والهدي النبوي، وذلك عندما امر الرسول صلى الله عليه وسلم «العائن» ان يغتسل ثم يؤخذ من آثاره فيلقى على «المعيون» موضحا ان العلم الحديث فسر لنا هذه الحقيقة، ولعلنا نلاحظ ان بعض الطلاسم السحرية يوجد بها الشعر او الاظافر التي لا يبطلها سوى ان تحرق بالنار.
وأوضح الشيخ ابو خشيم ان عملية معالجة من اصيب بعين بأخذ آثار من العائن اشبه ما تكون بعملية «التطعيم» ومع ذلك فان التوكل على الله وكثرة تلاوة القرآن هو أصل كل شفاء وعلاج.
وينصح ابو خشيم بضرورة التثبت من اهلية المعالج بالرقية الشرعية والبعد عن المشعوذين ومن ليس لديهم العلم الكافي لممارسة الرقية محذرا من الاندفاع وراء القنوات الفضائية للدجل والشعوذة البعيدة عن تعاليم الاسلام.
العين والحسد
لكن يبقى السؤال .. هل العين مثل الحسد أم أنهما يختلفان عن بعضهما؟
يجيب على هذا الباحث في مجال الطب النفسي والشعبي الدكتور عادل موسى الذي يوضح أن الفرق يتمثل في أن «العين» هي تأثير النفس البشرية في الأشياء والنفوس، ويمكن أن تكون إعجابًا يصاحبه غبطة أو محبة أو غيرة أو استكثار واستهجان من غير تمني زوال النعمة، ولكن إذا تعدى الإحساس إلى تمني زوال النعمة فيصبح الأمر «حسدًا»، وأشار إلى أنه لا يشترط أن تكون العين مرتبطة بالشر، فقد يَعِين المرء نفسه (أي يصيبها بالعين) أو ماله أو ولده أو أهله أو صديقه دون توفر قصد الإيذاء.أما الحسد فهو مقرون بالشر لقوله تعالى: «وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَد».
والأمر الأخير أن العين ليس فيها إرادة الخير أما الحسد ففيه إرادة ونية وأُمْنية بالشر وزوال النعمة وإيقاع الضرر.
الرقية والطب
استشاري الطب النفسي الدكتور عبد الكريم عثمان يقول:»إن «الرقية الشرعية» هو أننا كشعوب نؤمن بالغيبيات لذلك نجد أن اغلب من يترددون على العيادة هم ممن يعتقدون أنهم مصابون بالمس أو السحر أو العين ونلاحظ أنها منتشرة في مجتمعنا كثيرا فأغلب الناس ينسبون كل ما يصابون به إلى العين أو السحر وبالرغم من توسع الأقاويل التي تنسب السرطان للعين لم يوجد تعريف أو نظرية محددة تؤكد ذلك ويظل كل ما يقال هو اعتقادات واجتهادات من البعض فبالتالي تعد احتمالات وليست نظريات وأضاف قائلاً: نحن لا ننكر وجوده ولكن لا يوجد تعريف أو رابط علمي بين مرض وعين ولو ضربنا مثالاً أن طفلاً جميلاً وصغيراً سقط فجأة وكسرت يده فسوف يذهب إلى المستشفى ويعالج ويشفى بالرغم من إصابته بالعين وبالتالي نحن كطب نفسي ننظر إلى الرقية الشرعية أنها كنوع من العلاج النفسي الذي يجعل النفس تشعر بطمأنينة وبالتالي يمكن أن تحل المشكلة كالعلاج النفسي تماما، وأوضح أن الراقين الذين يمارسون نوعاً من الضرب والخنق كنوع من أنماط العلاج المختلفة نحن نرفض هذا السلوك كما يرفضها عدد واسع من الشيوخ والأطباء وحتى إن كان المريض يصاب بصرع وتصدر منه أصوات تنسب للقرين المتلبس فهذا ليس له أصل في الطب أو العلم بل يفسرها الأطباء النفسيون بأنها حركات تحولية سببها «هستيريا نفسية» تبدأ بتغير الأصوات إلى أصوات قريبة من أصوات الحيوانات أو المرأة أو الرجل.
لكن البروفيسور شيخ إدريس من المستشقى التعليمي بالخبر قال: كثير من الأطباء النفسانيين يشكون من تدخل المعالجين في عملهم بقولهم للمرضى أن حالتهم ناتجة عن الإصابة بالعين ويكون تشخيصه الطبي أنه مصاب بالهستيريا أو القلق أو غيره، فالطبيب محق بتشخيصه ولكنه غير محق إذا اعتبر أن ذلك دلالة على أنها ليست من العين أو السحر لذا فإن وجود الشيء يؤكد الحدوث ولكن عدم وجوده لا يؤكد الانتفاء وأضاف: «لم نكن نعلم من أين يأتي المرض النفسي ولكننا نعلم مواصفاته ونصطلح له أسماء ونحصل على علاجاته وهذا لا يعني أن أسبابه معلومة لدينا، موضحاً أن في الطب العام أدوية كثيرة تفيد أمراضا معينة فمثلاً هناك الآلام والأوجاع والعلل التي تستجيب لمسكنات معينة ولا تقول بأن هذه المسكنات هي التي أشفت المريض، فالأطباء غير محقين إذا قالوا إن العين أو السحر لا تتسبب بأمراض وذلك لأن العين من الغيبيات ولا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى. ...
لكن يبقى السؤال .. هل العين مثل الحسد أم أنهما يختلفان عن بعضهما؟
مارايك انت بهذه الظـــــــاهره ..؟؟ العــــــــــين ..؟؟ وهل ترى ان هناك فرق بينها وبين السحر..؟؟
هل مرت بحياتك حادثه تتعلق بهذه المسالــة ..؟؟ او لتجربه شخصيــه معك انت- انتي..