مكان اسمه الوطن
لأنني لست على أبوابه...
ولأنني ذات قهر قررت الرحيل ، وعزمت على الهجرة..أراه مكاناً آخر ربما.... يحمل اسم الوطن!!
ولأنني ذات رحيل وبعد زمان من اعتناق البداوة والتشبث بوهم الجذور ، صحوت.... لأجدني في منفى ضاع منه دفء الوطن!!!ضيعت شواطئي وفقدت المراسي واستهلكت حتى آخر أنفاسي ... ولم يعد بإمكاني حتى أن أستريح من فكرة مضطربة تلاحقني..... أنا ظل لأنا تائهة ... ضائعة ... مشردة
لا يهمني أن يقرأني أحد ؟؟؟
غير أنني في هذه اللحظة المشتعلة أجد فسحة من الألق الوردي الذي يلازم شتاءاتي الحالمة ويغفو بين صفحاتي البائسة ويجعلني أبوح حتى آخر حدود البوح بما يعترينني من هموم تسكنني كوقع المطر
كان الوطن واسعاً سعة السماوات , عميقاً عمق البحار , يعيش بين كتبي وأقلامي أخضر كالحلم ... وكان الناس في وطني يعبدون التراب ورائحة الأرض بعد رحيل الغيمة الأولى
كان الوطن....كسرة خبز تكفي ملايين الجياع.... قطرة ماء تروي ملايين الظامئين.....
كان واحة نخبل تؤوي العصافير وتجتمع فيها الفراشات والأقمار
كان خيمة حب وأرواح خفاقة..... تظلل كل المتعبين والبائسين....
حسناً.... سيسألني البعض... كيف تحول وطنك يا....هذه إلى منفى ؟؟؟ وحري بي الإجابة.....
بالأمس رأيت آلاف العصافير الميتة بعد أن تهدمت بيوتها المبنية فوق أشجار النخيل التي قطعت من جذورها!!!
رأيت الآلاف من البشر يتضورون جوعاً ويحتضرون عطشاً لأن الغرباء سرقوا خبزهم وماءهم ...
شممت رائحة التراب بعد المرور الأول لمطر الشتاء فلم أظفر بغير رائحة الحرائق والدخان ....
نكست رأسي وكفكفت دموعاً من اليأس وخيبات الأمل ...
حجزت مقعداً على أول طائرة راحلة..... ووضعت في حقيبتي صورة وحيدة,,,, لشيء.... ربما..
يشبه الوطن!!!!!!