ها قد رحلت وفي
فؤادي من عيونك
ألف ذكرى
يجتاحني منها هواك
فأنحني حزنا وقهرا
ها قد رحلت فكيف
لي ألا أفجر ما كتمت
لأملأ الآفاق شعرا
من ذا يلوم العاشق
المجنون إن غنى
العذاب
فلم يدع للناس سترا
هم أيقظوه وكان
مشغولا بحبك
هائما قلبا وفكرا
هم أخرجوه من النعيم
الى السعير
وأشربوه الكأس مرا
قالوا له
دع قيدها
دع سجن عينيها وغادر
ما دروا من أنه قد كان في عينيك حرا
قالوا له
هذي قصور
الطامحين فخلها
لا يشغلنك حبها
يا ليتهم تركوا
القصور لسكرهم
وبنوا على شفتيك
قبرا
ها قد رحلت وكل طير راحل
لكنهم نتفوا جناحك
مثلما نتفوا جناحي
كي يكون الهجر
قسرا
نيرانهم لم تبق عشا بيننا
صغناه من أحلامنا
دمعا واحساسا وصبرا
قد خلفوه الى الرياح
وخلفوا في القلب
جمرا
هو ثورة العشاق إن
سيموا من الأيام
قهرا
هو لوعة المشتاق إن
ذكر الأحبة
لم يجد للوصل مجرى
هو أنه المحروم في
الليل العبوس
إذا تلوى من هواه
ولم يجد للرأس صدرا
سأقول أن الكائنات
جميعها
سرقت بريق عيوننا
وقضت على حب
عفيف
كان في زمن الرذيلة
ناصعا حسنا وطهرا
يا من رحلت الى متى
تمضين في هذا
الرحيل
أترى فؤادك سوف
يحتمل البكاء أو
العويل
هذي الطريق طويلة
والليل فيها عابس
يفنى به القلب العليل
يا من رحلت خذي
عيوني في عيونك
فالهوى فيها دليل
وتزودي من دمعها
ما شئت للحزن
الطويل
فأنا سأبكي من دمائي
مثلما يبكي القتيل
ولسوف أنسج حبنا
أسطورة في كل جيل
كي يعلم العشاق أنا
ما تركنا الوصل حتى
أشفق الحب علينا
فبكينا عند باب
المستحيل
لست أدري أي شيء
بعد أناة الوداع
غداة نحتبس الدموع
بهذه الدنيا
عرفت أبكي من الفرحـة
عرفت أضحك من الأحزان
عرفت إن الدموع أرحم
وأصدق من يواسيني
عرفت إن الوهم دربي
ولا بــه من يقدرني
عرفت الانتظار أصعب
عرفت أن الوعد خوان
عرفت انك أمل
عمرى