عميد اليأس عضو جديد
عدد الرسائل : 13 تاريخ التسجيل : 07/08/2007
| موضوع: ما احلى زواج المجانين الجمعة أغسطس 10, 2007 4:44 am | |
| ما أحلى زواج المجانين! مر عليّ بمنزلي، لكي نذهب معاً لتلبية دعوة صديق مشترك لحضور مناسبة زواج ابنه، وعندما كنا في الطريق قال لي: إنني سوف أجري اختباراً عملياً على كل من نسلم عليه ونهنئه بهذه المناسبة السعيدة، لأثبت لك ولتتحقق بنفسك من أن الناس في غالبيتهم يرددون الكلام في هذه المناسبات بجمل محفوظة مسبقاً، ويستعملونها (كأكليشات) جاهزة للطبع، ويرددونها تلقائياً، كما أنهم يستمعون لها بدون تركيز ولا يتحققون منها فعلا. وعندما وصلنا إلى قاعة الاحتفال، سار هو أمامي وأنا وراءه أرصده وأسمع ما يقوله وما يرد عليه أهل العريس. ودخلنا وإذا بصف طويل لاستقبال المدعوين، وعلى رأسهم والد العريس ووالد العروسة، وكذلك بالطبع (عريس الهنا)، وإخوانه وأبناء عمومته وخؤولته وأقاربه، والكل سعيد ويضحك ويتكلم ويدردش. وأخذ يصافح بعضهم ويعانق بعضهم، وأنا خلفه أقلده وأفعل مثلما يفعل كأي (نسناس) نموذجي وشاطر، بدأ بوالد العريس وقال له وهو يغمغم بكلامه ويضحك: ماتت جدتي اليوم، فردّ عليه وهو يأخذه بالأحضان: أعرف أنك دائماً الصديق الصدوق الذي لا يتأخر، وقال لوالد العروسة: لقد أصابني مغص في بطني، فردّ عليه بانشراح: العاقبة لك بالمسرات، وعندما جاء دور العريس قال له: ما أحلى زواج المجانين يا شاطر، فقال له العريس وهو يقهقه: شكراً، شكراً لقد غمرتني بلطفك، وصافح أخاه قائلا وهو يغمغم كذلك: الحق أخاك المغفل، فرد عليه وهو يشد على هندامه ويحسّن قيافته: كلها سنة إن شاء الله وأصبح مثله. ولم (يوفّر) حتى الشيخ المأذون كذلك من ذلك الاختبار، عندما سلم عليه سلام (السنّة) وهو يقول له: جزاك الله خيراً (جيت تكحلها عميتها)، فرد عليه بابتسامة صالحة ورعة قائلا: عقبالك يا أخي، (فالتناكح) هو سنّة الله في عباده، وهذا هو عملي الذي أتمنى أن أؤجر عليه إن شاء الله. واستمر على هذا المنوال وهو (يدردب) عليهم الكلمات والجمل التي لا تخطر على البال، بل أن بعضها لا أستطيع أن أكتبه، وغير صالح للنشر، والكل كانوا يردون عليه بأجمل العبارات وأحلى الأمنيات، وبعد أن تعبت من (كتم ضحكاتي)، رجوته توسلا أن يتوقف عن هذا (العبث)، فسألني بعدها عن مدى نجاح التجربة، فقلت له إنها ناجحة بكل المقاييس، فسألني مرة ثانية: كم درجة تعطيني عليها؟ قلت له (10 على 10) مع مرتبة الامتياز، فقط أرجوك توقف، وبعدها سمع كلامي وتوقف، وقال لي: إنني أستطيع أن أفعل مثل ذلك أيضاً بمناسبات العزاء، ولا يترتب عليّ عندها إلاّ أن أقلب المعادلة، ويكون عزائي هو مجرد (تهاني) مع شيء من (الهلس)، وما أكثر الذين شكروني وهم يبكون. تركته في صالة الأفراح وعدت إلى منزلي من دون أن أتناول العشاء، ولمت نفسي لأنني تبعت مثل ذلك المعتوه (الصادق)، والحقيقة أنني لا أحبذ مثل ذلك الأسلوب، الذي لم ولن أفعله في حياتي، لكن مَن أراد منكم أن يجربه، فإنني لا أستطيع أن أمنعه، (فذنّبه على جنّبه).
| |
|