لمن يريدون تحرير فلسطين؟
لم تدع الأحداث الأخيرة في فلسطين مجالا للشك أن الوطن وحريته ورفعته واستقراره ليس على سلم أولويات كلا الفريقين المتناحرين ، فالكل يسعى لتثبيت وجوده حتى لو استخدم عظام أبناء شعبه أوتادا لخيمة سلطانه الهزيل ..وهنا يتسرب إلى نفسي الجزع - كمواطن فلسطيني مستقل- من سوداوية المستقبل بعد التحرير-إن حدثت المعجزة وتم- إذ سيعمد أحد الفائزين إلى احتكار الوطن لصالح حزبه موسسات وخيرات وامتيازات ، ولن يكون لنا نحن الناس العاديون نصيب في الوطن الذي تجذرت في أقدامنا ، ونمت فيه هاماتنا ، وأزهرت أمانينا رغم تشربها للملح الأجاج كل يوم وكل ساعة.
أتساءل إذن - ومن حقي- لمن تسعون لتحرير فلسطين يا سادتي الكرام : من أجلي وأجل الأجيال الفلسطينية التي ستخرج من تحت رماد اقتتالكم تطأطئ الرأس خجلا في أرجاء أرض الله بعد أن كان سلفها يتيه فخرا حيث نزل وحل؟؟
أم من أجل أجندتكم الخاصة التي داست بساطيرها أمانيَّ كمواطن بسيط بساطة رغيف خبز الطابون الفلسطيني ؟
هل ستصنفونا- وفق أهوائكم- إلى وطني وخائن إعتمادا على اقترابنا أو ابتعادنا من طروحاتكم؟
أم ستصنفوننا إلى مؤمن وكافر بناءً على ولائنا لكم ، أو سمعنا وطاعتنا لآيات الله الجدد؟
تساؤلات راودتني وأنا أشاهد على إحدى قنوات التلفاز ثلة من علماء الغرب يبشرون العالم بإيجاد حل لمشكلة الإحتباس الحراري على الكوكب وأخرى على قناة أخرى تتحدث عن تصنيع أشجار اصطناعية تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو وتخزن الطاقة في آن لتصنيع الوقود الصلب ، وعلى قناة ثالثة تتحدث عن استخدام دم الحبل الصري لعلاج سرطان الدم...أما بقية القنوات فتنقل تصريحاتكم المصغرة للآخر أو المخونة أو المكفرة أو تتباهى بنقل مشاهدٍ سابقة من اقتتالكم المشين.
أكرر سؤالي: لمن تريدون تحرير فلسطين؟